دعى أحد إخوان أشعب عليه ليأكل عنده، فقال: "إنّي أخاف من ثقيل يأكل معنا فينغصّ لذّتنا". فقال: "ليس عندي إلا ما تحبّ"، فمضى معه، فبينما هما يأكلان، إذا بالباب يطرق. فقال أشعب: "ما أرانا إلا صرنا لما نكره"، فقال صاحب المنزل: "إنّه صديق لي، وفيه عشر خصال، إن كرهت منها واحدة لم آذن له"، فقال أشعب: "هاتِ"، قال: "أوّلها أنّه لا يأكل ولا يشرب"، فقال: "التّسع لك ودعه يدخل، فقد أمنّا منه ما نخافه".
أشعب والسّمك
أشعب والسّمك
بينما قوم جلوس عند رجل ثريّ يأكلون سمكاً، إذ استأذن عليهم أشعب، فقال أحدهم: "إنّ من عادة أشعب الجلوس إلى أعظم الطّعام وأفضله، فخذوا كبار السّمك واجعلوها في قصعة في ناحيته، لئلا يأكلها أشعب"، ففعلوا ذلك، ثمّ أذنوا له بالدخول، وقالوا له: "كيف تقول، وما رأيك في السّمك؟"، فقال: "والله إنّي لأبغضه بغضاً شديداً، لأنّ أبي مات في البحر، وأكله السّمك، فقالوا: "إذاً هيّا للأخذ بثأر أبيك!"، فجلس إلى المائدة ومدّ يده إلى سمكة صغيرة من التي أبقوها بعد إخفاء الكبار، ثمّ وضعها عند أذنه، وراح ينظر إلى حيث القصعة التي فيها السّمك الكبير - حيث لاحظ بذكاء ما دبّر القوم له - ثمّ قال: "أتدرون ما تقول هذه السّمكة؟"، قالوا: "لا ندري!"، قال:" إنّها تقول إنّها صغيرة لم تحضر موت أبي، ولم تشارك في التهامه، ثمّ قالت: عليك بتلك الأسماك الكبيرة التي في القصعة، فهي التي أدركت أباك وأكلته، فإنّ ثأرك عندها! ".
قصة أشعب والطّعام و قصة أشعب والسّمك
تمت مراجعته من قبل Unknown
في
7:42 ص
تقييم: 5
ليست هناك تعليقات: